Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

جماعة تعلن تمرداً في منطقة وسط السودان

الخرطوم في 12 يناير 2011 — أعلنت جماعة سودانية غير معروفة انها قادت تمرداً جديدا وسط البلاد ، ضد الحكومة المركزية فى السودان الشمالي .

ولم يكن متوقعاً أن تشهد منطقة وسط السودان القريبة من العاصمة الخرطوم مواجهات مع حكومة الرئيس عمر حسن البشير.

وقالت الجماعة التى سمت نفسها «الجبهة الثورية لأبناء الإقليم الأوسط – كتائب أبناء وشباب المزارعين»، في بيان لها، إنها أضرمت النار في خمسة آلاف هكتار من مزارع قصب السكر التابعة لشركة السكر الحكومية في المنطقة، التي تضم عاصمة أول مملكة عربية إسلامية للسودان، وهي سنار .

واتهم البيان حكومة الخرطوم بممارسة ما سماه «تهميشاً مبرمجاً» للإقليم الأوسط، الذي يقع فيه أيضاً أكبر مشروع زراعي في أفريقيا، وهو مشروع الجزيرة لإنتاج القطن.
وحذّر من أن ذلك «لم يترك مجالاً آخر غير المواجهة». ووصف البيان حرق الخمسة آلاف هكتار من مزارع القصب – الذي لم تؤكده مصادر مستقلة ولم تتحدث عنه الحكومة الشمالية – بأنه «تأكيد مباشر لقدرة كتائبنا على انتزاع حقوق أهلنا بالوسائل المتاحة كافة” .

وأضاف البيان أن الإقليم الأوسط لم يحظ بتنمية مستدامة، ولم تطوله سوى «سياسات الخصخصة غير المدروسة التي حولت القومي من المشاريع إلى قطاع طفيلي». وأشار إلى تردي قطاع الخدمات ، واستشراء الفساد المالي والإداري، وتدني الأداء المهني .

وقال البيان «انطلقت شرارة ثورة لاسترداد الحقوق المهضومة في الإقليم الأوسط»، وتوعد بأن تمتد «يد الثورة لكل ذرة في تراب الإقليم». وحمل البيان تاريخ التاسع من (يناير) الجاري ، الذي تزامن مع بدء الاقتراع في استفتاء الجنوبيين على تقرير مصيرهم و المرجح على نطاق واسع ان يقود الى انفصال الاقليم و تكوين دولة مستقلة فيه .

ويُعتقد أن أبناء ولاية شمال كردفان المتاخمة لدارفور يستعدون لشن هجمات على أهداف حكومية في ولايتهم الغنية بالثروات الطبيعية، والتي تعول حكومة الخرطوم على أن توفر محاصيلها كالصمغ العربي والذرة والسمسم والفول السوداني والكركدي نحو 70 في المئة من موازنة الدولة الشمالية .

وفيما يلي النص الكامل لبيان الجبهة الثورية لابناء الاقليم الاوسط


بيان رقم 1

الجبهة الثورية لابناء الاقليم الاوسط

– كتائب ابناء و شباب المزارعين
– الي اهلنا الغبش في الاقليم الاوسط
– الي كافة مناهضي الظلم علي امتداد ما تبفي من ارض الوطن

قامت طلائع ابنائكم بتوجيه انذار شديد اللهجة لقوي البغي يوم الخميس السادس من يناير 2011 عبر حرق خمسة الف فدان من القصب في المزارع المملوكة لشركة السكر السودانية الملحقة بمصنع سكر سنار في تأكيد مباشر علي قدرة كتائبنا علي انتزاع حقوق اهلنا بكافة الوسائل المتاحة.

وتؤكد كتائب ابنائكم من خلال هذا الانذار ان التهميش المبرمج الذي تعرض له الاقليم لم يترك مجالا آخر غير المواجهة دفاعا عن الاقليم و ساكنيه و نعلنها واضحة ان كافة مظاهر البغي داخل الاقليم هي هدف مشروع لكتائبنا.

لقد ظل الاقليم الاوسط عمقا اقتصاديا للبلاد منذ ان عرفت بشكلها الحديث و سبيلا لبلوغها الارتقاء و اللحاق بالامم حيث قدم آباءنا خيرة سنين عمرهم فلاحة للارض تأمينا لمستقبل البلاد اقتصاديا في مشاريع الجزيرة المروية و مشاريع النيل الابيض و امتداد المناقل والنيل الازرق و مشاريع الاصلاح في سنار , و ظل الاقليم الاوسط عمقا تأريخيا عبر مسيرة البلاد السياسية منذ عهد الدولة السنارية حيث انطلقت منه بشائر الوحدة الوطنية عبر تحالف الفونج و العبدلاب الاساس الاجتماعي لسودان اليوم و الذي نراه يتسلل من بين ايدينا لا لسبب سوي آحادية النظرة و ضيق الافق . و كان و مازال الاقليم الاوسط و ترابه مثالا للتعايش السلمي بين جميع ابناء السودان.
ظللنا نراقب بمزيج من الدهشة و الغضب التخريب المتعمد لاكبر مشروع زراعي متكامل و افقارا مؤسس لجماهير مزارعيه عبر تكبيلهم بحبال الديون تمهيدا لانتزاع حواشاتهم و ظللنا نتمسح بشمائل الصبر بتجاهل سلطة المركز لآمال و احلام ابناء الاقليم و حقهم في العيش الكريم عبر التنمية المستدامة فلم تطال الاقليم غير سياسات الخصخصة غير المدروسة والتي حولت القومي من المشاريع الي اقطاع طفيلي يرهن مصير ابناء الاقليم في يد قلة من شركات لا يهمها سوي جمع المال دون الالتفات الي الدور التنموي المنوط بها و السعي عبرها الي النهوض بانسان الاقليم, و طال التردي كافة مناحي القطاع الخدمي بالاقليم فلم تسلم مؤسساتنا التعليمية و الصحية و الاجتماعية و استشري الفساد المالي و الاداري و تدني الاداء المهني لاختلال معايير الاختيار للخدمة العامة بعد دخول الولاء السياسي طرفا مما ادي اي تدمير كامل للخدمة المدنية و امتد التدهور ليشمل الاجهزة الامنية و العدلية و التي تحولت الي اجهزة للبطش و اداة للترويع بدلا من الدور الاجتماعي المرسوم لها و امتدت يد الفساد ولم تسلم منه حتي المنازل الحكومية .

اهلنا في الاقليم الاوسط

لقد استبشرتم بتوقيع اتفاق السلام في نيافاشا باعتباره البداية السليمة لرد الحقوق الي اهلها عبر اجراءات التحول الديمقراطي وصولا لانتخابات حرة ترجع الامر الي اصحابه ولكن زورت قوي البغي ارادتكم السياسية في تحد سافر وفرضت عليكم من هزمتوهم ديمقراطيا في امعان من الازدراء و الاستضعاف و تفسير خاطئ لصمتكم الصابر.

لقد انطلقت شرارة ثورة استرداد الحقوق المهضومة في الاقليم الاوسط تقودها طلائع ابنائكم التي آلت علي نفسها منازلة قوي البغي و ستمتد يد الثورة بفضلكم لكل ذرة في تراب الاقليم انتم وقودها و انتم اساسها و جنودها فانتظموا في خلاياها , و نحذر في الوقت نفسه كافة اجهزة القمع البوليسية من المساس بشرفاء المزارعين و شبابهم و ابنائهم و اتخاذ هذا الانذار مطية لازلالهم و قمعهم كما نؤكد قدرتنا التامة علي تكرار الانذار في الوقت و المكان الذي نختار.

ومع ايماننا التام بالتوجه القومي كمظلة للتعايش و الانتماء الا اننا نتمسك بحقنا الاقليمي باعتباره نقطة الارتكاز لانتزاع حقوقنا وندعوا باسم الجبهة الثورية كافة اهلنا للانتظام فيها اسوة ببقية اقاليم البلاد الاخري في الغرب و الشرق و الجنوب و الشمال و نؤكد عدم تقاطع دعوتنا مع طروحات القوي السياسية الديمقراطية بل امتداد طبيعي مبتعدين في الوقت نفسه عن العصبية العرقية متمسكين بارث الاقليم المعروف بتماسك نسيجه الاجتماعي.
و انها لثورة حتي النصر.

– وليدم الاقليم الاوسط و لتدم عزة ابناءه
– ومعا لانتزاع حقوقنا

الجبهة الثورية لابناء الاقليم الاوسط
اعلام كتائب شباب وابناء المزارعين

– سنار التاسع من يناير 2011

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *