Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

36 قتيلا فى مواجهات بأبيى حتى الان فى تزامن مع اجراء الاستفتاء

ابيى في 11 يناير 2011 — قال زعماء في منطقة أبيي المتنازع عليها امس الاثنين ان 36 شخصا على الاقل قتلوا في اشتباكات بين رجال قبائل وبدو عرب قرب الحدود بين شمال السودان وجنوبه في اليوم الثاني من الاستفتاء على انفصال الجنوب الذي يستمر أسبوعا .

ويشير محللون الى أن أبيي هي المكان الذي يرجح أن تتحول فيه التوترات بين الشمال والجنوب الى أعمال عنف اثناء التصويت وبعده. ويتوج الاستفتاء اتفاق السلام الذي ابرم عام 2005 وأنهى عقودا من الحرب الاهلية .

وكان مدير الامن و المخابرات السودانى ، محمد عطا قد حذر من الخلاف على ابيى ضمن ثلاثة قضايا اخرى ستتسبب فى توتر العلاقات بين شمال و جنوب السودان بعد الانفصال و ربما تسهم فى تجدد القتال بين الطرفين .

ومن المتوقع أن ينفصل الجنوب عن الشمال مما سيحرم الخرطوم من معظم احتياطيات النفط .

وأدان المسؤول الجنوبي الرفيع لوكا بيونق القتال وقال لرويترز ان الجانبين مازالا يحاولان تسوية نزاع مرير بشأن ملكية أبيي في اطار مفاوضات تشمل ايضا كيفية اقتسام الايرادات النفطية والديون بعد الانفصال .

وجاءت أعمال العنف في أبيي بعد ان حذر الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم السبت الماضى زعماء الشمال والجنوب من استخدام قوات لشن معارك بالوكالة في فترة الاستفتاء مركزا على المخاوف الدولية من أن كلا من الجانبين ربما يلجأ الى أساليب استخدمت في حملات سابقة .

واتهم زعماء قبيلة الدينكا نقوك المرتبطة بالجنوب ، الخرطوم بتسليح ميليشيات عرب المسيرية بالمنطقة في اشتباكات وقعت أيام الجمعة والسبت والاحد وقالوا انهم يتوقعون المزيد من الهجمات في الايام القادمة .

وقال تشارلز ابيي المتحدث باسم ادارة ابيي “هاجم عدد كبير من أفراد قبيلة المسيرية قرية ماكير امس الاول (الاحد) بدعم من ميليشيا حكومية… في اليوم الاول مات شخص وفي اليوم الثاني تسعة وبالامس 13. لو لم تتعرض ماكير للهجوم فسيهاجمون قرى أخرى” .

وحذر بيونق من ان قبائل المسيرية يمكن ان تثير غضب جنوب السودان المستقل اذا استمرت الهجمات .

وقال زعيم المسيرية مختار بابو نمر لرويترز ان 13 من رجاله قتلوا في اشتباك الاحد واتهم جنوبيين ببدء القتال .

وحصل سكان منطقة أبيي على وعد باجراء استفتاء بمنطقتهم بشأن ما اذا كانت ستنضم الى الشمال ام الجنوب لكن الزعماء لم يتمكنوا من الاتفاق على من يحق لهم التصويت فى الاستفتاء كما كان مخططا في التاسع من يناير .

وقال مصدر بالامم المتحدة طلب عدم نشر اسمه انه وقع اشتباك اخر في قرية “تداش” صباح يوم الاثنين .

وأضاف المصدر ان افرادا من قبيلة المسيرية يهاجمون مواقع الشرطة في المنطقة للاشتباه في ان جنودا جنوبيين احتلوها وقال ان عدد القتلى قد يرتفع .

وقال المصدر “كل من الجانبين يخفي خسائره” مضيفا ان الشرطة الجنوبية وشبان الدنكا حوصروا في القتال .

و فى السياق قال مسؤول من جنوب السودان امس الاثنين ان شمال السودان وجنوبه سيحسمان أمر منطقة أبيي المتنازع عليها لكن قبيلة المسيرية العربية تخاطر باثارة غضب دولة جنوب السودان المستقلة المستقبلية في حال استمرارها في القتال .

واضاف لوكا بيونق المسؤول الكبير في الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في الجنوب لرويترز ان المسيرية يستغلها بعض أعضاء حزب المؤتمر الوطني الحاكم في شمال السودان وستدفع ثمنا غاليا في نهاية المطاف .

وقال بيونق الذي يشغل منصب وزير شؤون الرئاسة بالحكومة القومية فى الخرطوم “حقيقة أنا قلق فعلا بشأن المسيرية لانه يجرى استغلالهم…ستحل (مشكلة) ابيي وغدا ستكون هناك دولة جديدة… وسيتحول الوجه السيء نحوهم” .

وأضاف “سيأتى وقت تقول فيه حكومة جنوب السودان (للمسيرية)..لقد صرتم مشكلة حقيقية بالنسبة لنا واذا حدث ذلك ستكون ارزاقهم على المحك” .

وتعتمد قبيلة المسيرية التي تنتمي للشمال على اتفاق قائم منذ فترة طويلة مع التجمعات الجنوبية للتحرك بمواشي القبيلة خلال موسم الجفاف لاستغلال المياه في الجنوب .

وعبأت الخرطوم القبيلة خلال الحرب الاهلية بالبلاد كميليشيا تقاتل بالوكالة. وطبقا لاتفاق 2005 منحت أبيي وضعا خاصا وكان من المفترض أن يجرى بها استفتاء لتحديد ما اذا كانت ستنضم الى الجنوب أم الى الشمال .

ولم يجر الاستفتاء بعدما فشل الجانبان في الاتفاق على من يحق له التصويت لذا من المرجح أن تسوى قضية أبيي في اطار اتفاق أشمل بعد الاستفتاء حول كيفية فصل الدولتين .

وقال بيونق “تخيلوا المعاناة–في اليوم الذي كان ينبغي أن يصوتوا فيه بخصوص مستقبلهم يتعرض الناس في أبيي للقتل بدلا من ذلك…التوقيت سياسي تماما.” واتهم المسيرية “بالتهور” .

وتقول المسيرية ان الحركة الشعبية لتحرير السودان بدأتها بالهجوم. وقتل في الاشتباكات ما لا يقل عن 36 شخصا من الجانبين .

الى ذلك رفضت السلطات الأمنية بولاية جنوب كردفان طلباً لوفد من بعثة الأمم المتحدة لمراقبة الاستفتاء لجنوب السودان والمعونة الأميركية بزيارة “30” مصاباً بمستشفى المجلد بسبب النزاع بين المسيرية ودينكا نقوك في مناطق شمال غربي أبيي، والذى أدى لمقتل العشرات .

وقال مصدر مطلع لشبكة “الشروق” المقربة من حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى شمال السودان ، بالولاية ان رفض السلطات طلب وفد البعثة الاممية راجع الى ان مهمة الوفد متعلقة بمتابعة عمليات الإقتراع والتصويت بمراكز استفتاء تقرير مصير الجنوب بالمجلد ، وان عيادة الجرحى خارج نطاق مهمته الرسمية .

من جانبها اعلنت قبيلة المسيرية امس الإثنين في مؤتمر جامع، أنها ستعلن أن أبيي ستكون شمالية، فى حال قيام دينكا نقوك بأجراء الاستفتاء من جانب واحد وضم منطقة “النت” إلى حدود غرب بحر العرب واتباعها لجنوب السودان .

وأكدت القبيلة العربية عدم قيام استفتاء بأبيي من دون ترسيم حدود 1/1/ 1956
وفي مؤشر اخر على التوتر قال فيليب اقوير المتحدث باسم جيش الجنوب ان جنديا أوغنديا واخر بجيش الشمال اعتقلا وبحوزتهما أربعة صناديق بها 700 طلقة لبنادق كلاشنيكوف في جوبا ليل امس الاول الاحد .

ونفى الصوارمي خالد المتحدث باسم الجيش الشمالي امس الاثنين اي صلة لجيش الشمال بالذخيرة او الاشتباكات .

وقال مراقبون ان الاف الناخبين اصطفوا في اليوم الثاني من التصويت الذي استمر بشكل سلمي في مناطق أخرى من الجنوب. ومن المتوقع ظهور النتائج النهائية بحلول 15 فبراير على أن تظهر النتائج الاولية قبل ذلك بأسبوعين .

وقال صلاح محمد الذي انتظر امام كشك على مشارف جوبا “بالامس حاولت أقصى ما في وسعي لكن هذا كان اكثر من طاقتي. الطوابير كانت طويلة جدا. الناس كانوا منفعلين جدا. الكل يريد أن يكون أول من يقرر مصيره” .

وأضاف “اليوم أستطيع أن أصوت لكن كما ترى الحشود ما زالت موجودة … أعتقد أن المفوضية قد تحتاج الى تمديد أيام التصويت” .

وقالت المفوضية التي تنظم الاستفتاء ان 20 بالمئة من الجنوبيين المسجلين أدلوا بالفعل بأصواتهم في الاستفتاء. ولكي تصبح النتيجة قانونية يجب ان يصل الاقبال على التصويت الى 60 بالمائة .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *