كارتر : رحيل قرنق و تقاعس الشمال قادا الجنوبيين الى الانفصال
جوبا في 9 يناير 2011 — قال الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر امس السبت انه يجب على جنوب السودان ان يتبنى الديمقراطية اذا كان يريد ان ينجح كدولة جديدة بعد الاستفتاء الذي يجري يوم الاحد بشأن الاستقلال .
وقال كارتر الذي يرأس أكبر بعثة مراقبة دولية لرويترز ان الجنوبيين سيواجهون خيبة أمل عندما تتبدد نشوة الاستقلال وتظهر الحقائق الصعبة لبناء دولة من الصفر .
وقال كارتر عشية الاستفتاء “لا أعتقد ان عملية المصالحة (بين الجنوب والشمال) يمكن ان تستمر ما لم يكن هناك دافع قوي في الجنوب نحو الديمقراطية” .
وأضاف “وهذا سيحتاج الى تحقيق الوعود التي قطعت بشأن دستور جديد ثم اجراء انتخابات نزيهة وحرة في أفضل اطار للمبادئ الديمقراطية” .
وتواصل رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير مع احزاب المعارضة في الجنوب وعرض اصدار عفو عن زعماء الميليشيات حيث قبل معظمهم هذا العرض . لكن كارتر قال ان اجراء انتخابات جديدة يجب ان يكون أفضل من تلك التي شابتها أخطاء في ابريل للحفاظ على السلام .
وقال “اذا كان هناك تحرك نحو حكم الفرد المطلق والهيمنة والحرمان من حقوق الانسان — فان هذا سيكون كارثة” .
ويحتفل الجنوبيون بما يقولون انه الخطوة الاخيرة في الطريق الى الحرية بعد عقود من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب التي انهاها اتفاق للسلام في عام 2005
وقال كارتر “الجنوب لديه توقعات كبيرة لن تتحقق جميعها.. رفاهية اقتصادية شبه فورية وتعليم ورعاية صحية.. ولذلك سيكون هناك قدر كبير من خيبة الامل” .
وبعد عدة أشهر من التصريحات المعادية والعنف المثير للاستفزاز بين الشمال والجنوب قال كارتر انه يبدو ان الرئيس السوداني عمر حسن البشير قرر ان يقبل الانفصال الحتمي .
وقال “الشمال قبل ذلك على مضض لكن بهدوء كبديل للصراع والحرب” .
لكن كارتر الذي يقوم بزيارات للسودان منذ نحو 25 عاما قال انه فوجيء بقوة الرأي العام نحو الانفصال في الجنوب .
وقال ان فقدان زعيم المتمردين السابق جون قرنق الذي لقى حتفه في تحطم طائرة هليكوبتر بعد ثلاثة اسابيع من توليه منصبه كنائب لرئيس البلاد مقترنا بتقاعس الشمال عن اقتسام مواردها أذكى المشاعر نحو الانفصال .
وقال “لو كانت الامور سارت على نحو مختلف مع بقاء جون قرنق في السلطة واقتسام الثروة القومية على نحو كاف لكان الجنوب واجه استفتاء تقاربت فيه نسبة المؤيدين والمعارضين للاستقلال” .
وقال ان مركز كارتر لديه نحو 100 من العاملين الذين سيراقبون التصويت فى الاستفتاء الذي يبدأ في اليوم الاحد .