استياء فى الشمال و ترحيب فى الجنوب باطلاق قمر صناعى لمراقبة انتهاكات متوقعة مع الاستفتاء
الخرطوم في 2 يناير 2011 — اعربت الحكومة السودانية عن استيائها من رغبة بعض الاطراف الدولية إطلاق قمر صناعي لمراقبة جرائم حرب قيل إنها متوقعة أثناء عملية استفتاء جنوب السودان وبعدها، بينما رحبت حكومة الجنوب بالخطوة وقالت لا تشكل تعديا أو تدخلا في سيادة الدولة .
وكانت مجموعة تضم الأمم المتحدة وجامعة هارفارد وشركة قوقل ومنظمة ساهم في تأسيسها الممثل جورج كلوني و عدد من نجوم السينما الامريكية أعلنت الاسبوع الماضى إطلاقها مشروعا يستخدم الأقمار الصناعية لمراقبة ما وصفتها بجرائم حرب متوقعة في استفتاء جنوب السودان المقرر يوم التاسع من يناير الجارى .
واعتبرت وزارة الإعلام السودانية الخطوة تعديا على حقوق مكفولة للدولة بنص القانون الدولي الذى لا يجوز لأي جهة كانت انتهاك سيادة بلد، وأي حكومة تحكم في الأرض في أي بقعة في العالم لديها أجواء تخصها تفرض سيادتها عليها .
وقال مستشار وزير الاعلام السودانى ربيع عبد العاطي في تعليق “للجزيرة نت” إن الحكومة لا تعمل في الظلام وزاد “نعمل تحت ضوء الشمس وإن الذين قاموا بهذا العمل يريدون أن ينظروا لأشياء تخصهم” .
وأضاف أن “الشعب الذي يدعون حراسته هو الذي انتخب هذه القيادة التي يتهمونها بانتهاك حقوق شعبها”، معتبرا الأمر انتقاصا من سيادة البلاد وانتهاكا للفضاء السوداني وعملا ضد القانون الدولي” .
واعتبر أن الأمر ليس بجديد إذ إن الدول الكبرى في الأصل تتجسس على دول العالم الثالث ولم تتوقف عن ذلك، ولكنه عدّ الأمر من باب “المجاهرة بالمعاصي وممارسة الاستعلاء على الآخرين” .
واعترف المستشار الاعلامى لسفارة السودان بواشنطن ، سيف الدين عمر بأن الوضع في السودان “متوتر”.. وأن “التوتر متوقع”، وذلك بسبب الاحتمالات الهائلة التي تلوح في الأفق بما في ذلك تقسيم البلاد.
ونقلت صحيفة “الشرق الاوسط” الصادرة فى لندن اليوم السبت عن سيف الدين قوله ان حدث الاستفتاء لا يمكن أن تقل أهميته في أي مكان في العالم». وانتقد الخطط «الإعلامية المثيرة» مثل تصوير الأحداث في السودان بأقمار فضائية.
وقال إن “الذين تهمهم مصلحة السودان حقيقة” هم الذين يعملون ويقدمون المساعدات داخل السودان، في أبيي ودارفور وغيرهما “دون كاميرات أرضية وكاميرات فضائية. هؤلاء هم الأبطال” .
و تساءل المتحدث الرسمي باسم حزب المؤتمر الوطني الحاكم فتحي شيلا عما يدعو هؤلاء إلى التفكير في طرح مثل هذا المشروع في هذا الوقت، مشيرا إلى أنه “إن كان بنوايا حميدة أو خبيثة فإنه لا يؤثر في ما نحن مقبلون عليه” .
وقال شيلا للجزيرة نت إن طرفي اتفاقية السلام توافقا على قبول نتائج الاستفتاء “وبالتالي ليست هنالك أي مشكلة تدعو للقلق” مؤكدا أنه ليس لدى حزبه “ما يخفيه أو يخاف عليه مما يخطط له الآخرون” .
ودعا العالم إلى الاطمئنان على “أن الشعب السوداني شعب متحضر ويشهد بذلك الجميع وبالتالي سنمهد الطريق لكل ما يمكن أن يؤدي للسلم ليشهد على هذا الحدث الجميع” .
ولكن وزير الإعلام بحكومة الجنوب برنابا ماريال رأى أن هذا التحرك لا يشكل تعديا أو تدخلا في سيادة الدولة باعتبار أن الأمر بمشاركة أممية .
واعتبر أن هذه الخطوة مثلها مثل القوات الأممية الموجودة بأنحاء البلاد، مشيرا إلى أن ذلك يساهم في مراقبة تنفيذ الاستفتاء الذى هوآخر حلقات اتفاق السلام الشامل .
وأكد برنابا في حديثه عبر الهاتف من جوبا للجزيرة نت أن “الهدف هو مراقبة لأي نوع من الانتهاكات التي تقع من الجانبين وليس انتهاكات طرف بعينه” .
وطالب بدعم الخطوة التي رأى أنها تدعم مسيرة السلام وإجراء الاستفتاء في أجواء سلمية لاسيما أنها تصب في ذات الاتجاه الداعي لإجراء استفتاء سلمي يجنب البلاد الحرب .