Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

السودان لايزال معبرا للسلاح المهرب إلى غزة

سيناء في 17 ديسمبر 2010 — وسط ظلام الصحراء جلس عارف .. البدوي الذي يبلغ من العمر 44 عاما .. على الارض ليصف كيف يقوم بتهريب السلاح عبر صحراء سيناء المصرية الى قطاع غزة في الوقت الذي وصلت فيه عربة رباعية الدفع محملة عن اخرها بالسلاح .

قال الرجل ان الشحنة الاخيرة وصلت للتو من السودان. ثم قام لتحية السائق بعد أن أطفأ الانوار الامامية للشاحنة الذي اخترق لبرهة حجب الليلة التي غاب عنها القمر .

وكشف عارف عن محتويات شحنة الاسلحة التي بدأت تلمع تحت أضواء الكشاف الذي امسك به مساعده البدوي “هناك 80 كلاشنيكوف… سندفن هذه الشحنة في الصحراء حتى نجد مشتريا” .

وقال مسؤول مصري طلب عدم نشر اسمه ان تهريب السلاح من جانب القبائل البدوية خاصة عن طريق البر من السودان الى سيناء ومنها الى قطاع غزة يتنامى .

وينفي السودان أن يكون قد سمح بمرور أي شحنات من السلاح عبر أراضيه الى أي مكان .

وقال المسؤولون المصريون ان التهريب مازال غير منتشر وان البدو يملكون السلاح كجزء من ثقافتهم لكن هذه الاسلحة لا يتم الاتجار فيها على نطاق واسع .

وتشير برقيات دبلوماسية أمريكية سربها موقع ويكيليكس الى القلق من ان ايران ترسل السلاح الى حركة حماس في غزة عبر السودان ومصر. وجاء في برقية من السفارة الامريكية في القاهرة بتاريخ ابريل نيسان 2009 ان وزير الداخلية المصري حبيب العادلي كان وراء “خطوات لعرقلة تدفق الاسلحة الواردة من ايران عبر السودان وعبر مصر الى غزة”

وقال صفوت الزيات المحلل العسكري “سيناء تعاني من عدم التوازن الامني… والتخلف يشعل تجارة السلاح التي تغذيها المناطق غير المستقرة في شمال غرب السودان المجاور” .

واضاف ان هناك سوقا جاهزة للسلاح الذي تهربه شبكات تهريب عبر الانفاق الى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ عام 2007 .

وكانت وثيقة امريكية اخرى نشرها موقع ويكلكس قد ذكرت ان “السودان” هو نقطة تجميع السلاح القادم من اليمن و الذى يتم تهريبه الى حركة حماس الاسلامية فى غزة عبر الحدود مع مصر .

وقال بدوى اخر طلب عدم نشر اسمه ان طريق التهريب يبدأ من كسلا في شرق السودان. وينقل المهربون السودانيون السلاح لمسافة 700 كيلومتر حتى الحدود المصرية وهناك يلتقطه بدو سيناء وينقلونه عبر الصحراء الشرقية شمالا حتى قناة السويس وهي عنق الزجاجة في مسار التهريب .

وأضاف المساعد ان الرحلة تستغرق 15 يوما على الاقل وقال ان قبائل الرشايدة السودانية هي القبائل الاكثر امدادا للسلاح الى قبائل السواركة البدوية المصرية وهي احدى قبيلتين تهيمنان على سوق السلاح في سيناء .

وقال ان القبائل التي تقيم على طول خط التهريب تتولى تأمين الشحنات من نقطة الى أخرى حيث تحصل كل قبيلة على نصيبها نقدا أو سلاحا. وتتراوح الاسلحة بين البنادق والقذائف الصاروخية وحتى المدافع المضادة للطائرات .

وفي مارس اذار 2009 ذكرت قناة سي بي اس نيوز التلفزيونية ان طائرة اسرائيلية قصفت قافلة لتهريب السلاح في السودان قبل شهرين مما تسبب في مقتل ما يزيد على 30 شخصا لمنع القافلة من الوصول الى غزة .

كما تشير وثائق سربها موقع ويكيليكس الى وجود فراغ أمني في بعض مناطق سيناء .

وأشار مسؤول مقره سيناء في مذكرة في ديسمبر كانون الاول 2009 “البدو يسيطرون على وسط سيناء لانهم مسلحون بشكل أفضل من القوات المصرية” .

وسئل مسؤول أمني رفيع اخر في القاهرة كان قد عمل في الجيش في سيناء عن تقارير تجارة السلاح هناك وطلب عدم نشر اسمه ان من غير العملي ان يستخدم البدو السودان مصدرا لتهريب السلاح وقال ان مصر تسيطر بقوة على حدودها مع غزة .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *