خلافات داخل اجتماع عسكري مشترك بين شمال وجنوب السودان
جوبا – الخرطوم في 2 ديسمبر 2010 — قال قائد عسكرى جنوبى ان القوت المسلحة السودانية اعترفت انها قصفت مواقع للجيش الشعبي فى شمال بحر الغزال على الحدود بين الجانبين بالخطأ و انها اعتذرت عن ذلك . إلا مسؤول رفيع بالجيش الشمالى نفى ذلك بشدة .
وكانت حكومة الجنوب قد اتهمت حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى شمال السودان بتوجيه ضربات جوية استفزازية على مواقع عسكرية تابعة لجيشها على الحدود الشمالية بغرض تقويض عملية الاستفتاء على تقرير مصير الاقليم .
ونص اتفاق السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية الموقع فى يناير 2005 على تقرير الجنوبيين لمصيرهم اما بالوحدة مع الشمال او الانفصال و تكوين دولتهم المستقلة فى يناير القادم .
وكشفت مصادر عسكرية مطلعة من داخل اجتماع مجلس الدفاع المشترك بين الشمال والجنوب والذى انعقد بمدينة جوبا امس الاول، ان القوات المسلحة الشمالية اثارت في الاجتماع وجود زعماء التمرد فى اقليم دارفور خليل ابراهيم وعبد الواحد محمد نور بجوبا، لكن الجيش الشعبي الجنوبى نفى ذلك تماما، وطالبهم بالتحري اكثر حول دقة المعلومات .
ونقلت الصحيفة عن رئيس مجلس الدفاع المشترك الفريق اول جيمس هوث ان اللجنة السداسية المشتركة بين الطرفين و التي كونت في اكتوبر الماضي سلمت تقريرها للمجلس، واكدت ان عناصر الجيش الشعبي والقوات المسلحة تراجعت عن الحدود بسحب كل القوات الموجودة في منطقة جودة بكيلو خمسة واربعة، الحدودية المتنازع عليها بين الطرفين .
ذكر هوث ان الاجتماع بحث الغارات الثلاث التي وجهت لمناطق الجيش الشعبي في منطقة كير آدم بولاية شمال بحر الغزال، واشار الى ان القوات المسلحة اعتذرت عن الغارات واكدت انها تمت بالخطأ، واضاف قائلا «لقد قبلنا الاعتذار” .
ولكن اللواء أحمد عبد الله النو الناطق الرسمي باسم مجلس الدفاع المشترك نفى بشدة ان تكون القوات المسلحة تقدمت بأى اعتذار للجيش الشعبي حول قصفها لمنطقة كير آدم بولاية شمال بحر الغزال .
ونقل “المركز السودانى للخدمات الصحفية” “وكالة اخبار شبه حكومية شمالية” امس الاربعاء عن اللواء النو قوله “ما تناولته بعض وسائل الاعلام المحلية عن اعتذار القوات المسلحة للجيش الشعبى حديث عارٍ من الصحة، وأضاف قائلاً: القوات المسلحة لم تقصف منطقة كير آدم أصلاً حتى تقوم بالاعتذار .
وأكد اللواء النو أن المطاردات التي قامت بها القوات المسلحة كانت تتم لفلول تتبع لحركة العدل والمساواة المتمردة فى اقليم دارفور غرب السودان بحدود 56م مبيناً أن الجيش الشعبي لا يمتلك أي قوات بكير آدم وقال: القوات المسلحة طاردت قوات خليل على حدود 56م وهذا من حقها ومن صميم واجبها .
وقال إن مجلس الدفاع المشترك يعلم تماماً أن الحركة الشعبية قامت بإجلاء الجرحى الذين يتبعون للعدل والمساواة إلى بعض المناطق بالجنوب رغم نفي الشعبي لذلك .
وكانت اشاعة قوية قد انطلقت فى ولاية شمال بحر الغزال الجنوبية الحدودية مع الشمال و التى تستضيف دورة الالعاب المدرسية لكل ولايات السودان الشمالية و الجنوبية ، مفادها ان اسلحة زائدة ضبطت بمخازن القوات المسلحة الشمالية ضمن الوحدات المشتركة المدمجة مع قوات الجنوب ، جلبت خصيصا لاثارة الفوضى اثناء الدورة المدرسية القومية عبر تسليح الطلاب للجهاد بها ضد الجنوب .
و وجه مجلس الدفاع المشترك فى اجتماعه باعادة الاسلحة الزائدة الى مخازن القوات المسلحة فى شمال السودان قبل انطلاق الدورة المدرسية القومية بعد غدا السبت .
و واصى تقرير اللجنة السداسية المشتركة بين الطرفين بالتهدئة وإيقاف الحملات الاعلامية المتبادلة بين الشمال و الجنوب حول التحرشات و الحشود العسكرية على الحدود بين الطرفين .
و طبقا للفريق هوث فأن القوات المسلحة الشمالية ابدت شكوكها فى قوة الشرطة الموجودة بمنطقة ابيى المتنازع عليها بين الطرفين و التى كونتها ادارة المنطقة ، و اردف هوث : “نفينا لهم علاقة الشرطة بالجيش الشعبى و اوضحنا لهم ان هذه القضية من اختصاص وزارتي الداخلية فى الشمال و الجنوب” .
في ذات المنحى، وكشفت مصادر مطلعة فى مجلس الدفاع المشترك لصحيفة “الصحافة” عن اهم ما جاء في تقرير اللجنة السداسية المشتركة الخاصة بالتقصي، وذكرت ان تقرير اللجنة ابدى قلقا شديدا حول تدهور العلاقة بين والي النيل الازرق مالك عقار (حركة شعبية) وقائد الفرقة العسكرية التابعة للقوات المسلحة الشمالية الموجودة في عاصمة الولاية الدمازين “شمال السودان” .
واكدت المصادر ان التقرير اقر بوجود حشود للجيش الشعبي والقوات المسلحة بمنطقة جودة وذكرت ان التقرير اورد ان الطرفين حفرا الخنادق واصبحت بينهما مواجهة، واشار الى ان اللجنة السداسية وبحسب التفويض الذي منح لها من قبل المجلس استطاعت اعطاء التعليمات للطرفين واعادتهما لمناطقهما .
وقالت المصادر ان التقرير اكد اقامة القوات المسلحة الشمالية لنقطة جديدة في «قوق بار» على الحدود بين ولايتى اعالي النيل الجنوبية وسنار الشمالية ، قرب محطة تحصيل خاصة بأعالي النيل، وذكرت ذات المصادر ان تلك القضية اصبحت محل خلاف اساسي في اجتماع مجلس الدفاع امس الاول ، لا سيما بعد ان رفضت القوات المسلحة الشمالية سحب قواتها واصرارها على بقائها لحين ترسيم الحدود .