مصر تفشل في تهدئة التوتر حول الاستفتاء بين طرفي الحكم في السودان
الخرطوم في يوم 22 أكتوبر 2010 — اختتم وفد مصري عال المستوى زيارة سريعة للسودان بات واضحا انها قد فشلت في التقريب بين المواقف المتباينة للحزبين الحاكمين في البلاد حول إجراء الاستفتاء في جنوب البلاد والتخفيف من حدة التوتر القائم .
وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ورئيس الاستخبارات الوزير عمر سليمان قد قاما بزيارة سريعة في يوم الخميس إلى الخرطوم وجوبا والتقيا بالرئيس عمر البشير ونائبه الأول سلفا كير وقالا أنهما جاءا للاطمئنان على الأوضاع في البلاد.
وتجدر الإشارة إلى أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في شمال السودان والحركة الشعبية التي تدير شؤون الجنوب قد فشلا في التوصل لاتفاق حول إجراءات الاستفتاء حول تقرير المصير في الجنوب ومنطقة ابيي.
وتتمثل نقاط الخلاف في اصرار الخرطوم على ضرورة كفالة الحريات اللازمة في الجنوب وإشاعة مناخ حر يكفل للمواطن هناك التعبير عن رايه دون خوف. كما يطالب المؤتمر الوطني بضرورة ترسيم الحدود والاتفاق حول ديون السودان وحسم الخلاف حول من يحق له التصويت في منطقة ابيي . وهي مسائل ترى جنوب إمكانية مناقشة جزء منها بعد الاستفتاء كما تقول ان الخلاف حول ابيي قد حسم من قبل محكمة التحكيم الدولية.
وقال وزير الخارجية المصري أنهم جاءوا ناقلين رسالة من الرئيس المصري حسني مبارك “للاطمئنان على الأوضاع في السودان خاصة وأننا نقترب من مرحلة حساسة تتعلق بالعلاقة بين الشمال والجنوب والإعداد للاستفتاء”.
وتفيد مصادر عديدة إلى ان الوفد المصري قد اقترح عدة تدابير تتضمن تأجيل الاستفتاء لمدة تترواح من ثلاثة إلى ستة أشهر كما تطالب الخرطوم بذلك لحين البت في المسائل العالقة والموافقة على نشر القوات الدولية بين الشمال والجنوب كما تطالب جوبا بذلك.
وعبر وزير الخارجية السودانية علي كرتي عن موقف حكومته من هذه المقترحات قائلا ان حكومته تتمسك بإجراء الاستفتاء في موعده والتأكيد على ان يتم ذلك بطريقة “سليمو وصحيحة” على حد تعبيره.
“الأخوة استمعوا إلى كلام محدد وواضح وقاطع وهو التزام القيادة السودانية بقيام الاستفتاء في موعده والالتزام بإكمال كل ما هو معين على قيام الاستفتاء في موعده بطريقة سليمة وصحيحة والتي تقضي إلى سلام دائم”.
وفي جوبا قال وزير شؤون السلام والأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم أن سلفا كير رئيس حكومة الجنوب طالب بالتنفيذ الكامل لاتفاقية السلام وأكد التزام حكمته بعد العودة للحرب مرة أخرى.
وأضاف باقان “أكد سلفا كير على موقف حكومة الجنوب والحركة الشعبية للعمل على عدم إرجاع السودان إلى الحرب والتنفيذ الكامل لاتفاقية السلام”
للعمل على تهدئة التوتر بين شريكي الحكم في البلاد والدفع بمقترحات تهدف إلى التوفيق بين مواقف الشريكين المتباينة حول هذا الأمر، وذلك دون تحقيق
ويتفق المراقبون على أن الخطوة المصرية جاءت متأخرة وأن القاهرة قد تجاوزتها الأحداث أمام تصلب الحزبين الحاكمين في السودان ورفضهما تقديم تنازلات كل منهما للأخر خاصة وان الولايات المتحدة الأمريكية تبذل جهودا لحسم النزاع حول ابيي يطمع كل طرف باستمالة تأييدها وتبنيها لموقفه.
وتجئ زيارة الوفد المصري للسودان بعد زيارة قام بها وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين للقاهرة نقل عنه أنه طالب بتأجيل الاستفتاء إلا أن الناطق الرسمي للجيش السوداني نفى مثل هذه التصريحات.