لا زيادة في عدد قوات الأمم المتحدة في السودان وإنما إعادة نشر– المبعوث
الخرطوم في الاثنين 18 أكتوبر 2010م — أعلن رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان إن الهيئة الدولية لم تتخذ أي قرار حول تعزيز عدد قواتها على الحدود بين شمال وجنوب السودان إلا أنها قامت بإعادة انتشار لقواتها في بعض القطاعات الحساسة مثل منطقة ابيي المتنازع عليها.
وقال هايلي منكيريوس خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم في يوم الاثنين “رغم إعراب مجلس الأمن والأمين العام عن استعدادهما للنظر في دعم إضافي لمواجهة المخاوف الأمنية، إلا انه لم يتخذ أي قرار حول إرسال قوات إضافية”.
ويجئ هذا التوضيح بعد احتاج الحكومة السودانية على تصريحات المسؤولين الدوليين حول هذا الامر ورفضها نشر قوات على حدود الشمال والجنوب دون الحصول على موافقة السلطات المختصة واعتبر ذلك بمثابة تدخل في سيادة البلاد.
وقالت الخارجية السودانية في بيان لها صدر في يوم الاحد ان وفد مجلس الامن الدولي لم يطرح خلال زيارته للسودان اخيرا موضوع القوات العازلة كما ان التفويض الممنوح لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام بالسودان (يوناميس) انما تم بدعوة من شريكي اتفاقية السلام الشامل وتهدف إلى المساعدة على ارساء السلام في البلاد.
وكان رئيس حكومة جنوب السودان سالفا كير طلب مؤخرا من مجلس الأمن الدولي خلال زيارته للسودان إقامة منطقة عازلة بعرض 32 كلم على طول الحدود بين الشمال والجنوب والتي يبلغ طولها 2100 كلم.
وكان مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة ألن لوروا اعلن الخميس ان اقامة منطقة عازلة غير ممكن، الا ان الامم المتحدة ستزيد عديدها في المناطق الحساسة على الحدود.
وأضاف ان هذه الزيادة لا تعني في الوقت الحالي انتشارا جديدا لقوات دولية في السودان وهو ما ترفضه السلطات في الخرطوم، انما اعادة انتشار للعناصر الموجودين اصلا في البلاد.
وقامت بعثة الامم المتحدة في السودان مؤخرا بتعزيز وجودها في منطقة ابيي الغنية بالنفط التي تقع على الحدود بين شمال وجنوب السودان.
واعلن منكيريوس ان “ابيي مثال على الاماكن التي قمنا بنشر احتياطينا فيها لتعزيز الدوريات”، موضحا ان سرية اضافية – اي بين 30 و45 جنديا – تم نشرها في القطاع الذي غالبا ما يشهد توترا حادا.
ومن المقرر ان يصوت سكان جنوب السودان في استفتاء حول تقرير المصير سيعقد في التاسع من يناير المقبل لتحديد بقاء منطقتهم موحدة مع الشمال او الانفصال عنه.
كما سينظم في اليوم نفسه استفتاء أخر يقرر بموجبه أهالي منطقة ابيي فيما اذا ارادوا البقاء في الشمال او اللحاق بالجنوب، وذلك طبقا باتفاق السلام الشامل الذي أنهى اكثر من عقدين من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب.
على ان الخلاف ما يزال قائما بين شريكي اتفاقية السلام حول مشاركة قبائل المسيرية المكونة من العرب الرحل في هذا الاستفتاء المصيري. ولم يتم حتى الان تشكيل مفوضية الاستفتاء الخاص بهذا المنطقة الغنية بالبترول.
وتوعد قادة المسيرية بالعمل على افشال الاستفتاء اذا لم يسمح لهم بالمشاركة فيه.
ومن المفترض ان تستأنف المفاوضات حول مسألة ابيي الشائكة في 27 اكتوبر في اديس ابابابغية الوصول إلى حل مرض لجميع الاطراف ويسمح بتنظيم الاستفتاء في الموعد المحدد.