الخرطوم تنفي حظر التجوال ليلة رأس السنة رغم إنتقادات رجال الدين
الخرطوم 28 ديسمبر 2014 ـ كذبت ولاية الخرطوم أنباء راجت عن اعتزامها حظر الاحتفالات والتجوال بعد الساعة الثانية عشر ليلة رأس السنة الميلادية، وسط تحذيرات صادرة عن منابر المساجد والجماعات الدينية من الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة.
ورصدت “سودان تربيون” منسوبي جماعة أنصار السنة المحمدية وهم ينشرون ملصقات بصورة كثيفة على مداخل الجسور في الخرطوم وأعمدة الكهرباء وواجهات المباني، تنصح بعدم الاحتفال بأعياد الكريسماس ورأس السنة الميلادية باعتبارها أعيادا للنصارى.
كما اعتبرت الجماعة السلفية في ملصقاتها الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي درجت الطرق الصوفية في السودان على إقامته ضربا من “البدع” في الدين.
وانتقد العديد من أئمة المساجد في خطب الجمعة الماضية، ما أسموه “المجون والخلاعة” التي تصاحب احتفال الشباب والشابات برأس السنة، وطالبوا السلطات بوضع حد لـ “الظواهر السالبة”، وهو ما تسبب في سريان شائعات مفادها أن سلطات الخرطوم ستفرض حظرا للاحتفالات والتجوال بعد الساعة الثانية عشر، صباح الأول من يناير 2015.
وكانت أنباءا راجت في مواقع التواصل الاجتماعي بأن السلطات اعتقلت، السبت، خلية تتبع لجماعة الداعية “مساعد السديرة” بقرية “صمد” في ولاية البحر الأحمر كانت تتدرب بجبال المنطقة لتنفيذ عمليات إرهابية في شارع النيل ضد المحتفلين برأس السنة، وفي ميدان الخليفة الذي يحتضن سرادق الطرق الصوفية المحتفلة بالمولد النبوي الشريف.
وأكدت لجنة أمن محلية الخرطوم اتخاذها كافة التدابير التي من شأنها حفظ الأمن وانسياب حركة المرور خلال الاحتفالات بالاستقلال والمولد النبوي، ونفت صدور أي قرار بحظر التجوال أو إيقاف الاحتفالات عند الساعة الثانية عشر من ليلة الاستقلال.
وقال معتمد الخرطوم، رئيس لجنة الأمن بالمحلية اللواء عمر نمر إن اللجنة قررت استمرار جميع الإحتفالات العامة في الأندية والاحتفالات التي ترعاها المحلية حتى الثانية صباحاً.
ووصف نمر في تصريح نقله المركز السوداني للخدمات الصحفية، الأحد، ما أثير حول حظر التجوال بشارع النيل عند الساعة الثانية عشر من “ليلة الاستقلال” بأنه حديث غير صحيح ولا يمت للحقيقة بصلة، داعياً المواطنين لعدم الالتفات للشائعات التي يطلقها “المغرضين”.
وأبان نمر أن مجلس ولاية الخرطوم قرر إيقاف جميع الاحتفالات عند الساعة الثانية عشر في منتصف الليل من أجل ترديد السلام الوطني ومن ثم مواصلة الاحتفالات.
وقالت السلطات في ولاية الخرطوم، الأسبوع الماضي، إنها تعتزم تنفيذ حملات رقابة ودهم على الشقق المفروشة بالتزامن مع احتفالات رأس السنة للحد مما تسميه “الأعمال المخلة بالآداب والظواهر السالبة”.
وقررت لجنة تنسيق شؤون أمن محلية الخرطوم برئاسة المعتمد تكثيف الوجود الأمني بمواقع الاحتفالات ورفع درجة الاستعداد بنسبة 100%، وإلزام أماكن الاحتفالات والصالات بضوابط التصاديق الممنوحة من جهات الاختصاص.
وتركز السلطات على مناطق التجمعات خاصة في شارع النيل والصالات والحدائق، وأقرت زيادة الإنارة وإزالة أشجار المسكيت جوار الشواطئ التي تشكل ملاذاً للمخالفات، فضلاً عن التشديد على منع “التفحيط” بالسيارات وتقديم المخالفين للمحاسبة القانونية.
وأعلن مدير شرطة مرور ولاية الخرطوم اللواء خالد بن الوليد عن وضع ترتيبات محكمة لفك الاختناقات المرورية وتأمين الطرق والجسور خلال احتفالات الولاية بأعياد الاستقلال ورأس السنة الميلادية.
وأكد استعدادهم التام واستنفار كافة القوى وتوفير جميع المعدات والآليات المتعلقة بالدوريات والضباط والترتيبات الفنية الأخرى بهدف تفادي حوادث السير وفك الاختناقات خلال الاحتفالات.
من جانبه كشف مدير إدارة العمليات بشرطة مرور الخرطوم العميد الصادق علي إبراهيم عن توفير 2000 شرطي و250 ضابط وتوفير دوريات السيارات والدراجات النارية، معلناً عن إيقاف حركة الشاحنات بعد الساعة (11) مساءً خلال الاحتفالات.
وأشار إلى تشكيل غرفة عمليات مركزية تضم عدداً من الجهات المختصة لتفادي حوادث السير وانسياب الحركة.